الاثنين، 13 أبريل 2009

شرين تهاجم عمرو دياب

شيرين هاجمت في عدة حوارات صحفية عمرو دياب واتهمته بطريقة غير مباشرة بأنه المسئول عن تسريب أغانيه الأخيرة, حيث أشارت إلى أن أي أغنيات جديدة تتسرب على مواقع الانترنت قبل طرحها يكون وراءها مطرب هذه الأغنيات نفسه. وأكدت أن الهدف من ذلك هو الدعاية له ولألبومه الجديد، كما أن المحاضر التي قام بها عمرو ضد المواقع التي تذيع هذه الأغاني ما هي إلا مجرد دعاية منه لألبومه الجديد أيضاً.

ليس ذلك فحسب بل هاجمت شيرين برنامج "الحلم" الذي يجسد قصة حياة ومشوار دياب وأكدت "أنه برنامج ضعيف المستوى ولم يعجبها لأنه حديث عن الذات ولا يضم إلا الايجابيات وليس واقعياً أن يظهر برنامج كامل يصور مطرب على أنه ملاك وعبقري زمانه ومكانه".

والهجوم الثالث في تصريحات شيرين الأخيرة هي انتقادها لطريقة دياب في اختيار أغانيه وسعيه لما أسمته بالموضة في الألحان والتوزيع دون النظر إلى مضمون الأغاني وهي الطريقة التي لا تعجبها ولا تحب أن تقدم أعمالاً بهذا الشكل.


الوقت عند أنيس منصور

الوقت بطيء لمن ينتظر، سريع لمن يخاف، طويل لمن يحزن، قصير لمن يتسلى، أبدى لمن يحب.

لا تفسد ما لديك بالتفكير فيما ليس لديك، فالذي لديك اليوم كان من آمالك بالأمس.

أتعس عبارة في حياتنا، يا ليت اللي جرى ما كان.

كل مشكله لها حل سريع: غالبا غلط.

التراث هو الذي يريد كل إنسان أن يقرأه، ولكن أحدا لا يفعل ذلك.

تفاحه في اليوم تبعد عنك الطبيب أسبوع، بصله في اليد تبعد الناس عنك سنه.

لو عاد بي الزمن، لسمعت كثيراً ولقلت قليلا.

كن منضبطاً: حتى الساعة الواقفة تكون منضبطة مرتين في اليوم.

كل يوم، ينقص العمر يوم.

أنت لم تعد تضحك، لأنك تقدمت في السن، بل أنت تقدمت في السن لأنك لم تعد تضحك.

حتى ولو لم يكن هناك سوى 1% أمل، فيجب أن تحققه بمائة في المائة عمل.

ابدأ من هنا، بشرط ألا تقف هنا طويلا.

التقدم ليس السرعة ، وإنما الاتجاه.

أفضل وقت لكي تفعل شيئا مهما، هو ما بين الأمس واليوم.

النجاح سهل جداً، اعمل ما هو مناسب بالطريقة المناسبة، في الوقت المناسب.

أيتها الكلمات . . قفي من أنت؟!

بقلم : أنيس منصور، الكاتب الكبير

كنت طالب الامتياز الوحيد في قسم الفلسفة، وكان طالب الامتياز ينفرد بعلوم أخرى غير التي يدرسها الطلبة الآخرون. من بين هذه العلوم: فلسفة الفن أو علم الجمال.. وكان أستاذي في هذه المادة د. منصور باشا فهمي.. أما غرفتنا فكانت صغيرة تضيق بنا وأضيق بها.. فقد كان ـ رحمه الله ـ يدخن بشدة.. وقد لاحظ ذلك، فاقترح أن أذهب إليه في بيته.. وتوالت المحاضرات. ولم أشعر فيها بلذة..
واقترحت عليه أن أترجم أحد الكتب الصغيرة.. وأن نناقشها معا وترجمت كتابا عنوانه: خلاصة علم الجمال .. وجعلنا هذا الكتاب أساسا للدراسة بعد ذلك.. وبدأ منصور باشا فهمي يدخل في أعماق الفلسفة ومعاني الفن والمدارس المختلفة.. وفجأة توقفنا عند كلمة الجمال، هذه الكلمة من أين جاءت؟! ما أصلها؟ وكان من رأيه أن نعرف هذه الكلمة قبل أن نمضي في تاريخ حياتها علي أقلام الشعراء والفنانين والمؤرخين والفلاسفة.. وكانت هذه لفتة هزتني.. فلم أكن أعرف معني (أصل) كلمة من الكلمات..

ومنذ ذلك الوقت وأنا مشغول, ضمن أشياء كثيرة بأصول الكلمات.. من أية لغة جاءت.. وكيف سارت وانحرفت واستقامت وانكسرت وتطورت وتدهورت حتى وصلت إلى وضعها الحالي..

وهو الذي اقترح أن اذهب إلى الدكتور فؤاد حسنين أستاذ اللغات الشرقية وأسأله من أين جاءت كلمة (الجمال).. أو كلمة (الجميل)..

وسألت عن د. فؤاد حسنين ووجدته.. إنه لا يعرفني وليس عندي استعداد لذلك.. فهو رجل أسمر نحيف سريع الخطوة وواسعها. ويضغط علي الكلمات بلهجة صعيدية أجنبية. أي أن نطقه للغة العربية يعطيك انطباعا أنه صعيدي ألماني يهودي.. فهو يعتقل الحروف والكلمات ويحبسها ويشدها.. وفمه يتزلزل وهو ينطق أية كلمة, ومن خوف طالب في السنة الثالثة بقسم الفلسفة أمام أستاذ يعرف عشر لغات من بينها خمس لغات أوروبية والباقية: عبرية وآرامية وأكادية وسنسكريتية وحيثية ولا أعرف بالضبط كيف كانت حالتي أمامه.. ولكني سمعت منه أن كلمة (الجمال) جاءت من الجمل, وهو ذلك الحيوان الذي يعتمد عليه العرب في تنقلاتهم.. ثم إن هذه الكلمة عبرية الأصل .. وربما آرامية..

وعدت إلى د. منصور فهمي انقل إليه ما فهمت من الكلام الكثير الذي سمعته.. ويبدو أننا لم نستفد شيئا كثيرا. وعدلنا عن البحث في معني كلمة الجمل والجمال والجميل واتجهنا إلى بقية المفردات الفلسفية.

ولكن لم أتوقف منذ ذلك اليوم عن البحث في أصول الكلمات.. وهي متعة سياحية ومغامرة..

أحيانا تصيب وكثيرا ما تخيب. ولكن البحث عن أصل الكلمات ومطاردتها في كل لغة وفي كل عصر عمل بوليسي مثير..

واذكر أن المرحوم د. باول كرواس كان يدرس لنا اللغة اليونانية واللاتينية. وكان ككل المستشرقين يقارن بين الكلمات في كل اللغات التي يعرفها.. وقد ألف قاموسا قبل انتحاره بسنوات, عن أصل الكلمات العربية التي جاءت في كتاب (كليلة ودمنة).. ترجمة ابن المقفع.. وكانت هذه المحاولة رحلة إلى كنز من الذهب والفضة وكل الأحجار الكريمة.. لم تذهب متعتي بهذا النوع من الدراسة حتى الآن بل إنها زادت. فعندي مئات القواميس بلغات مختلفة.. كلها من أجل أن ابحث عن أصل كلمة في لغات أخرى في الصفحات الأولي من كتاب شمس الله علي الغرب للمستشرقة الألمانية سيجفريد هونكه.

نجد مئات الكلمات الأوروبية التي جاءت من اللغة العربية.. وفي كتب المستشرقين ألوف النماذج لذلك.. وآخر هذه الكتب التي استمتعت بها جدا ولا أطيق صبرا علي السكوت عنها كتاب الباحث العراقي المقيم في المغرب عبد الحق فاضل.. الكتاب بعنوان مغامرات لغوية. وقد كان موفقا في اختيار كلمة مغامرات لأنها بالفعل كذلك.. فهو يقتفي أثر الكلمات ويحاول أن يردها إلى أصولها العربية أو الأجنبية.. ولكنه يهتم كثيرا بأن يضع أعيننا علي الأصل المادي أو الحيواني لكثير من الكلمات المعنوية أو الفلسفية أو الفكرية.

فالأصل في استخدام الكلمات هو المادي اليدوي.. وبعد ذلك تطورت الكلمات حتى أصبحت ذات دلالة معنوية مثل : العقل والعقال.. أصل هذه الكلمة أن العرب كانوا يعقلون الحيوان أي يربطونه..

والعقال هو الرباط.. والعقل هو الذي يربط بين الأشياء وبين معانيها أو أسبابها ومقدماتها ونتائجها.. والعقل هو هذا الخيط الذي ينظم الأشياء والأفكار.. أو هو الذي يضع الخيط.. مثلا..

والمؤلف مثل قصاص الأثر عند البدو.. فهذا الطراز من الناس يستطيعون أن يتابعوا جملا من مكان إلى مكان وذلك لمعرفة آثار أقدامه حتى يهتدوا إليه.. وفي استطاعة الواحد منهم إذا رأي حصانا أن يقول لك إنه ابن الحصان الفلاني وابن المهرة الفلانية.. ويستطيع أن يقول لك إن هذا الحصان مسروق من فلان ويؤكد ذلك وهو صادق.. وبعض البدو ينظرون إلى آثار الجمال أو الخيول ويقولون لك: هذا الحصان مريض.. عنده أوجاع في معدته.. أو عنقه.. أو أنه ضعيف النظر.. أو أنه كان يحمل علي ظهره حملا ثقيلا.. وأنه لم يأكل منذ أيام.. يقولون ذلك عن الحيوانات.. عن الإنسان أيضا.. وفي استطاعة الواحد من مجرد النظر إلى أصابع إنسان أن يقول لك: هذا ابن فلان.. أو إذا نظر إلى مشيته أن يقول لك: إنه من الجنوب من مدينة كذا ومن عائلة كذا وأبوه فلان بالذات.. وعندهم لذلك أسباب وتفسيرات مقنعة جدا 

ومع الأستاذ عبد الحق فاضل في مغامراته نلمح هذه القدرة اللغوية علي إدراك التشابه والاختلاف في الوصول إلى الأصول اللغوية..

وأول ما لفت نظري في هذا البحث القديم عن أصل الجمال والجميل.. يقول الأستاذ عبد الحق فاضل أنها من الجمل أيضا.. ولكنه يعود بك إلى كلمات أخرى كثيرة أصلها حيواني..

وأول كلمة.. الجمال والجميل.. طبعا أصلها من الجمل عند العرب.. وكانوا يرونه أجمل الحيوانات ولذلك اعتبروا أي شبه بين الإنسان والحيوان في الصبر والاحتمال هو جمال أيضا: والله يقول: فصبر جميل.. كلمة النير نستخدمها بمعني العبودية فنقول: تحت نير الظلم والاستبداد والتحرر من نير القرون الوسطي.. هذه الكلمة معناها الأصلي: تلك الخشبة التي يضعونها علي رقبة الثور وهو يدور في المحراث.. ورفع النير أو التحرر من النير هو أن يكون الحيوان حرا في حركته.. وأن يتوقف عن الدوران والدوخة التي أرهقته.

كلمة الكَرّة بتشديد الراء.. فنحن نقول: 

أعاد الكرة.. وأصلها أن الحصان يتراجع إلى الوراء أثناء المعارك أو المبارزة.. والحرب كر وفر.. أي أن الحصان يتحفز ويهجم ثم يتراجع ثم يفر..

ويقال إن علي بن أبي طالب كانت له بغلة. وقد اقترح عليه بعض أصحابه أن يستبدل بها حصانا, ولكنه قال: أنا لا أكر على من فر.. ولا أفر ممن كر, فهذه البغلة تكفيني ـ أي أنه لا يحارب أحدا ولا يحاربه أحد ـ فلا داعي للحصان..

وكلمة يحدوه بمعني يدفعه إلى فعل شيء أو يشجعه علي ذلك.. فهذه الكلمة جاءت من أن راعي الغنم أو الجمال عند العرب كان يغني وراءها.. وكان هذا الغناء مناجاة للإبل وهي تمشي والرجل يسمونه الحادي.. وصوته وهو يغني يسمونه الحداء..

وكلمة قصب السبق.. فنحن نقول أن فلانا قد أحرز قصب السبق في الشعر أو في الأدب أو في السياسة, وهذه الكلمة مصدرها: أن العرب كانت لهم مسابقات في ركوب الخيل.. وكانوا يحددون مسافة ينطلق نحوها المتسابقون.. وفي نهاية الشوط يضعون قصبة أو عصا.. وعلي المتسابقين أن ينطلقوا حتى يبلغوا هذه القصبة.. والذي يعود بها هو الذي يعتبر الفائز الأول والوحيد.. 

وكلمة الشكيمة.. ونحن نقول إن فلانا قوي الشكيمة.. أي أنه صعب. وصلب.. الشكيمة هي حديدة في لجام الحصان لتشكمه أي لتوقفه عن الحركة أو التمرد.. وكلما كان الحصان شرسا كانت أكبر وأغلظ.. ومعني ذلك أن الرجل (القوي) الشكيمة, هو الرجل العظيم الذي يحتاج إلى قوة هائلة لتوقفه أو لتضعفه..

كلمة (كبح) جماح الحصان.. أو الإنسان ومعناه أن نوقفه عند حده.. ومعناه أن العرب كانوا يستخدمون اللجام في كبح الحصان حتى لا يجمح.. والمجمع اللغوي عندما حاول أن يجد مرادفا لكلمة (فرامل) السيارة فإنه استخدم كلمة (مكبح)...

وكلمة (الزمام) وأصل هذه الكلمة, أن العرب كانوا يستخدمون الكلمة, أن (القربة) يضعون فيها الماء أو اللبن.. وكانوا يضمون فتحة القربة بخيط أي (يزمون) القربة..

ونحن نقول فلان يزم شفتيه أي يضمهما..

ويقول العرب (زم) أنف الحصان لتسهل قيادته..

والحبل الذي يربط أنف الحصان اسمه: الزمام.. 

وبعد ذلك تطورت هذه الكلمة وأصبحت لها مدلولات مختلفة تماما: زمام الأمور.. وزمام الطائرة وزمام سفينة الفضاء.. وزمام الكهرباء!! 

وكلمة (العنان).. ونحن نقول: أطلق لخياله العنان.. ونقول: دع الأمور تجري في أعنتها.. وأصل هذه الكلمة أن العنان هو ذلك السير الجلدي الذي نمسك به الحيوان.. وإذا أمسكنا عنان الحيوان فهو يتحرك كما نشاء, فإذا أطلقنا له العنان راح يتحرك كما يشاء.

ونقول تركنا له الحبل علي (الغارب). والغارب هو الكاهل.. والحصان الذي نترك حبله علي غاربه, أي الذي ندعه يفعل ما يشاء.. ولكن الحصان الذي نشده بالحبال, ونربطه فهو الذي نسيطر عليه تماما..

ونقول (مضمار) السباق والمضمار كلمة كان العرب يطلقونها علي المكان الذي يضمرون فيه الخيول أي يروضونها ويدلكونها.. والمضمار معناه المجال.. ونقول في مضمار السباق والسياسة ومضمار الحب. وأصبح للكلمة معني آخر أوسع وأكثر تحديدا عن المعني العربي البدوي القديم..

كلمة (النتيجة).. أي نهاية شيء.. أو الذي يسفر عنه شيء.. فنقول المقدمات والنتائج.. والنتيجة تعني الغاية من أي شيء.. ولكن العرب كانوا يقولون النتائج, أي الإنسان الذي يقوم بتوليد الناقة, أنثي الجمل.. والنتيجة: هي المولود . 

ونحن نقول: فلان زميلي ونحن زملاء وأنا سعيد بهذه الزمالة أو هذا التزامل في العمل وفي السكن. والعرب كانوا يقولون: إن الزميل هو الشخص الذي يركب معي الجمل.. هو في ناحية وأنا في ناحية أخري.. فالزمالة هي أن يركب اثنان حصانا واحدا كل منهما في ناحية!! 

وأنت عظيم أو من أعاظم الناس.. وهذا معني عظيم, ونبي عظيم.. هذه الكلمة استخدمها العرب للدلالة علي أن حيوانا امتلأ بالعظام.. أي عظامه كثيرة.. وهم يقولون: حيوان لحيم أي كثير اللحم.. وحيوان عظيم أي كثير العظام.. وتغير معني العظام والعظمة والتعظيم والتعاظم والتلاحم وأصبحنا نطلقها علي معان أخرى لم تخطر للعرب علي بال..

وكثيرا ما نكتب عن فحول الشعراء.. وفحول السياسة.. ونقصد بذلك عددا من الرجال الذين تفوقوا في العلم والفن والحكم.. ولكن أصل هذه الكلمة: الفحل هو ذكر أي حيوان.. والفحل الكريم هو أعظم شيء عند العرب, ونقول استفحل: أي أصبح كبيرا لدرجة أننا لا نقدر علي كبح جماحه والإمساك بزمامه.. ويقول العرب: امرأة فحلة أي امرأة مسترجلة.. وهذا المعني نستخدمه عندنا في ريف المنصورة أيضا!! 

وفي المعاملات التجارية نقول الوارد والصادر وأصل هاتين الكلمتين أن العرب يقولون الحيوانات وردت الماء, أي ذهبت لتشرب.. وصدرت عن الماء أي عادت بعد أن شربت. وكلمة صدر أي ظهر منها صدرها عندما تعود..

ونقول إن فلانا عثر علي ضالته ونقول ضالته المنشودة .. والضالة عند العرب هي الناقة إذا انقطع حبلها وهربت.. وهذه خسارة فادحة للرجل البدوي..

وكان عند العرب أناس ينشدون الناقة الضالة.. أي يعلنون عنها في كل مكان.. وأحيانا كانوا يجعلون النشيد شعرا ويتغنون كما يحدث عندنا في مصر, أي نجد المنادي يقول: يا ولاد الحلال.. حلاوة مائة ريال لمن يجد كذا وكذا..

والعرب يفرقون بين رجل نشاد وبين رجل ناشد.. النشاد هو الذي يبحث عن هذه الحيوانات الضالة مقابل مبلغ من المال.. فهذه حرفته المعترف بها. أما الناشد فهو الذي يدعي ذلك.. فإذا عثر علي الضالة أخذها لنفسه.

وأصبح الإنشاد.. والنشيد.. كلمات لها دلالة التغني بشيء أو الغناء, ونقول: الشاعر أنشد قصيدة.. أو أنشدنا مما عندك.. وفي التوراة سفر كامل اسمه نشيد الإنشاد.. وهو قصة فتاة تبحث عن حبيبها الراعي.. الفتاة اسمها شالوميت, وكان الملك قد اختارها لنفسه وأكرهها علي الحياة معه.. ولكنها لا تريد سوي راعيها الأسمر الفقير.. وهي تبحث عن ضالتها وتغني نشيد الإنشاد..

..........

وكلمات أخرى كلها مأخوذة من علاقة الإنسان بالحيوان مثل: العقال والعقل والتعقيل.. ومثل الحكمة المأخوذة من كلمة الحكمة بفتح الكاف أي وضع اللجام علي فم الحصان والتحكم فيه.. ومثلا كلمة السبب والأسباب.. ومعناها الحبال.. وكلمة السياسة أصلها أنه ساس الحصان.. فهو سائس.. ولا تزال تستخدم كلمة السائس للخيل و السائس للسيارات والسياسة تعني فن أو علم تنظيم العلاقات بين الناس.. 

ونقول الخندق.. وهي كلمة دخلت اللغة العربية أيام موقعة الخندق في المدينة وكانت فكرة الخنادق لرجل فارسي اسلم.. وكلمة الخندق أصلها: كنده الفارسية.. ثم أعطاها العرب هذا الشكل الأخير.. ومعناها حفرة في الأرض...

ونقول: ترسانة.. وهي كلمة ايطالية: دارسنا وهي مأخوذة عن العربية: دار الصناعة ثم عدنا فأخذناها عن الإيطالية وجعلناها ترسانة.. مع أنها عربية الأصل! 

وعشرات من الكلمات والتعبيرات والحروف وأسماء الإشارة والضمائر.. 

وكان يتابعها الأستاذ عبد الحق فاضل ويعتقلها ويوقفها في مكانها ويسألها عن أصولها.. ولكنه لا ينتظر حتى تنطق فينسبها هو إلى منابعها في البادية أو في اللغات الأخرى.. وهو يؤكد أن الكلمات لها حياة.. والذي له حياة, له تاريخ, والتاريخ ـ كما يقول كيسنجرـ هو سجل المحاولات الفاشلة في أن يعيش الناس بعيدين عن الناس..

وهي لذة مثيرة, فلعلك تجدها مثلي!