الأربعاء، 18 مارس 2009

السهر وصلاة الفجر

هل الإنسان حر في أن يسهر كيف يشاء؟ . . لا . . ينبغي أن ننام بعد صلاة العشاء كي نحصل على قسط من الراحة، ونستيقظ لصلاة الفجر، ونبدأ يومنا في وقت مبكر، فننجز عملنا بطريقة أفضل، فيبارك الله لنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اللهم بارك لأمتي في بكورها).
فالسهر بعد العشاء ينبغي ألا يكون إلا لطالب علم، أو للقيام بعمل مهم لا ينجز إلا في ذلك الوقت، أو الحراسة في سبيل الله، أو سهر الرجل للحديث مع زوجته، أو غير ذلك مما ذكره أهل العلم من الأمور المبيحة للسهر بعد العشاء.
أما أن يقضي الإنسان ليله في السمر والسهر بلا طائل، يلهو ويلعب، أو يشاهد التلفاز حتى ساعة متأخرة من الليل، فإذا لم يبق على أذان الفجر إلا قليل من الوقت فينام نوماً عميقاً، وكأنه لم يقصر في أداء فريضة، فلا يستيقظ إلا بعد شروق الشمس.
من يفعل ذلك يكون مقصراً في أداء فريضة، كما أنه يكون قد حرم نفسه من كثير من الفوائد الصحية، التي يجنيها من يستيقظ لصلاة الفجر.
إحدى الفوائد الصحية التي يجنيها المسلم من استيقاظه مبكراً، وخروجه لصلاة الفجر هي: استنشاقه هواء الفجر، الغني بغاز الأوزون، وما يترتب على ذلك من تأثير مفيد للجهاز العصبي، وتنشيط العمل الفكري، الذي يجعله مستعداً للقيام بعمله خير قيام.
غاز الأزون له تأثير مفيد للجهاز العصبي، ومنشط للعمل الفكري والعضلي، لذا فإنه يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكري والعضلي في الصباح الباكر، وأكثر وقت يكون الجو فيه غنياً بهذا الغاز؛ هو وقت الفجر، ثم يقل تدريجياً حتى يضمحل عند طلوع الشمس.
كذلك فإن الاستيقاظ المبكر، يقطع ساعات النوم الطويل، وقد ثبت أن الإنسان الذي ينام ساعات طويلة على وتيرة واحدة، يتعرض للإصابة بأمراض القلب؛ لأن النوم سكون للجسم، فإذا دام طويلاً، أدى إلى ترسيب المواد الدهنية على جدران الأوعية الشريانية.
ثبت أيضاً أن أعلى نسبة للكورتزون في الدم تكون في الصباح، وأقل نسبة تكون في المساء، والكورتزون هو المادة التي تزيد فاعلية الجسم، وتساعد على زيادة نشاطه.
هذه هي بعض الفوائد الصحية لصلاة الفجر، ولكن المسلم حينما يستيقظ لصلاة الفجر؛ ويسعى إلى المسجد لأداء الفريضة؛ فإنه يفعل امتثالاً لأمر الله ورسوله، والله تعالى لا يأمرنا إلا بما فيه خير الدنيا والآخرة، لذا فإن المسلم يعود من صلاة الفجر، وهو يشعر براحة نفسية، لأنه انتصر على نفسه، وأطاع ربه، أدرك أن الصلاة خير من النوم، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يجني الفوائد الصحية، ويبدأ في أداء عمله، بنشاط وكفاءة عالية، بل أنه يؤدي من الأعمال في الصباح الباكر، أضعاف ما يؤديه في غيره من الأوقات.
فإذا كنت تسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، ثم تنام فلا تستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر، رغم حرصك على ذلك، أو تنام ولا تفكر أصلاً في صلاة الفجر، وتصر على ذلك من غير خوف من الله، فلا شك أنك تفعل ذنباً يستحق الاستغفار، وعليك أن تنظم وقتك، كي تنهي عملك، فإذا أديت الصلاة، ولم تكن هناك ضرورة تدعو للسهر، تنام كي تستيقظ نشيطاً لصلاة الفجر.



ليست هناك تعليقات: